01 نوفمبر 2021
  -   01 مايو 2022
معرض وفعاليات "يوم عُمان" بمتحف دمشق الوطني
يسلط المعرض الضوء على محطات بارزة في تاريخ عُمان عبر العصور، منذ بزوغ فجر حضارة ماجان في الألفية الثالثة قبل الميلاد، والتي اشتهرت بصهر النحاس، وبناء السفن العابرة للبحار، مرورًا بحضارة الواحات في العصر الحديدي التي ظهرت خلالها براعة الهندسة العُمانية من خلال شق منظومات الري، أو الأفلاج، لتزدهر معها الأنماط الزراعية، ونشوء حضارة أرض اللبان، والتي أضحت ملتقىً للتجار من حضارات ما بين النهرين، ووادي السند، ومصر الفرعونية، لتمتد لاحقًا إلى الشام ومنها إلى بيزنطة، وصولًا إلى إسلام أهل عُمان خلال العهد النبوي الشريف، لتؤسس عُمان نموذجها الفريد في الحكم الرشيد بعيدًا عن مركزية كلًا من الخلافة الأموية والخلافة العباسية، لتصبح صحار حاضرة بارزة على طول طريق الحرير البحري الرابط بين مشرق ومغرب حضارات العالم القديم، وإلى عهد الإمبراطورية العُمانية التي تأسست في القرن السابع عشر الميلادي إبان عهد الأئمة اليعاربة، لتبلغ أوج اتساعها خلال القرن التاسع عشر الميلادي إبان عهد البوسعيد، وعاصمتها زنجبار، حيث ساهمت التجارة الممتدة عبر الأزمنة، وتواصل الإنسان العُماني مع غيره، مؤثرًا فيه ومتأثرًا به، بدور فاعل في صياغة أشكال اللقى الأثرية المكتشفة في عُمان".
كما يأخذنا هذا المعرض في رحلة زاخرة بالتنوع الثقافي، حيث تعد الصناعات الحرفية العُمانية تجسيدًا ملموسًا للماضي والحاضر، وتوثيقًا لمختلف أنماط الحياة، وتعبر كذلك عن القيم الثقافية التي تشتهر بها؛ ككرم الضيافة، والجود، حيث يحوي هذا المعرض على مجموعة مختارة من الأزياء التقليدية والحُلي، وغيرها من الصناعات الحرفية؛ التي تلبي الحاجات الأساسية للبقاء، إضافة إلى كونها من الأولويات الفردية والجماعية، والتي تعكس مظاهر الزينة، والهوية.
وتأكيداً على أهمية تجارة اللبان قديماً في صياغة الحضارة الإنسانية عبر التاريخ؛ فقد تم إدراج أربعة مواقع أثرية في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو) والتي تختص بتجارته، وهي: مدينة البليد، ومدينة "خور روري" (سمهرم)، ومدينة شصر(أوبار)، و وادي دوكة، ويبرز المعرض أيضا ملامح جمال اللغة العربية، حيث عرف العُمانيون ببلاغتهم، وفصاحتهم منذ العصر الجاهلي، وانعكست تلك البراعة والدقة في كتابة أجمل الأشعار والأمثال، ولم يكتف العُمانيون بجعل الخط العربي وسيلة من وسائل الاتصال فقط بل تعداها ليصبح فناً من الفنون التشكيلية البديعة، وعادة ما تقتبس تلك الأمثال والحكم من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، أو من قصائد الشعراء، أو من خواطر المفكرين وآراء العلماء.