قلعة صحار
واحة بهلاء هي إحدى واحات داخلية عُمان، التي تتميز بإتساع مساحتها، وكثرة أفلاجها، ونخيلها، وهي واحةٌ مسوَّرةٌ، ومحصَّنةٌ بسور دفاعي، وتتكون من (18) حارة، ويعود تأريخ أول استيطان بشري موثق في الواحة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
تجثم قلعة بهلاء مع الجامع على تلَّتين متقاربتين، تتوسطان الواحة، بينما يقع سور بهلاء القديم إلى الغرب من القلعة مباشرة، وتتوزع مصانع الفخَّار في الأجزاء الشمالية من الواحة.
وقلعة بهلاء مثلثة الشكل، وتعتبر أكبر قلاع عُمان المبنية بالحجارة، والطين؛ إذ بنيت على مساحة تقدر بحوالي (9000) متر مربع تقريبًا، وتتكون القلعة من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول وهو القلعة القديمة؛ وتعرف بالقصبة، وهي أقدم أجزاء القلعة؛ إذ تعود إلى الحقبة البارثية تقريبًا (250ق.م.–230م)، وقد وسَّعها، وطوَّرها بعد ذلك الملوك الساسانيين، ومن ثم النباهنة، وبالأخص الملك سليمان بن سليمان النبهاني (حكم: 19–1024هـ/10–1615م)؛ حيث أضاف الركن الشرقي (ركن عرار)، أما الجزء الثاني فهو بيت الجبل، ويرجع تأريخ إنشائه إلى دولة أئمة اليعاربة، في القرن (12هـ/18م)، بينما الجزء الثالث فهو البيت الحديث، ويعود إلى دولة البوسعيد، في القرن (13هـ/19م)، هذا بالإضافة إلى إنشاءات، ومبان أخرى، تتمثل في أسوار، وأبراج دفاعية، وسجون، ومرابط للخيل.
ويُعتقد بأن أقدم من شغل الحصن من حكام عُمان هو الوالي العبَّاسي أحمد بن هلال، خلال فترة ولايته الأولى، زمن الخليفة المعتضد بالله (حكم: 279–289هـ/792–902م)، وقد اتخذ من مدينة بهلاء عاصمة لولايته، وبقيت مقرًّا لحكم ملوك النباهنة بشكل متقطع، بين القرنين (6–11هـ/12–17م)، عندما كانت بهلاء عاصمة لدولتهم، واستخدمها كذلك الأئمة اليعاربة، ثم من بعدهم الأئمة، والسلاطين البوسعيديون.
وتعد قلعة بهلاء أول موقع في عُمان تدرجه منظمة (اليونسكو) في قائمة التراث العالمي، وذلك في عام (1407هـ/ 1987م).
Copyright © The National Museum .All Rights Reserved |