بني بيت جريزة في موقع مجمع عمراني يعود إلى عام (1597م)، وكان يضم سكن للحاكم البرتغالي ومعمل وحامية وكنيسة، والتي تسمى بالبرتغالية (جريزة) ومنها أشتق البيت أسمه الحالي. وقد ذكر بيت جريزة من قبل النقيب "آرثر ستيف" الذي قام بمسح مسقط في عام 1860: "سكن السلطان في مبنى كبير من ثلاثة طوابق بالقرب من مركز المدينة، في كتلة مستطيلة بسيطة، بنيت على بقايا مجمع عمراني برتغالي والذي كان يضم سكن الحاكم، ومعمل، وكنيسة، ومستودعات، وثكنة عسكرية".
عندما أصبحت مسقط عاصمة لعُمان، تغير المبنى من مسكن إلى قصر، والمعروف أن آخر سلطان عاش في بيت جريزة كان السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي، الذي وصل إلى الحكم في عام 1792م، وترك بيت جريزة في عام 1800م بعد الانتهاء من بناء القصر الجديد( بيت العلم) بجانب البحر، ليستعمل بعدها البيت كإسطبلات ومستودعات، حيث لم يعد استعماله لإقامة الحاكم أو السلطان مطلوباً، ليتم نقل حرم قصر العلم لاحقاً في 1950م إلى بيت جريزة بعد تردي حالة بيت العلم.
في حوالي عام 1970م أصبح بيت جريزة في حالة تستدعي التدخل لترميمه، فكُلِّف المعماري محمد مكية؛ الذي يعد من أشهر المعماريين العرب وأعمدة العمارة المعاصرة في الوطن العربي خلال القرن العشرين، بأعمال التجديد في عام 1976م، وقد كان بيت جريزة آنذاك يستعل كمستودعات، وقد أصبح في حالة فيزيائية غير جيدة، حيث أصاب التآكل البنية الأساسية للمبنى، وبناء على الوضع القائم قام مكية بتطوير مشروع للترميم يتضمن إزالة بعض أجزاء المبنى وإعادة بناء أجزاء أخرى، وكجزء من العملية جرى توثيق فوتوغرافي لجميع أجزاء المبنى وعناصره المعمارية لإعادة بنائها من جديد.
إن بيت جريزة الحالي لا يبدو كإعادة بناء جديدة لمبنى قديم، ولكن كمبنى مستوحى من النسيج العمراني للمدينة القديمة، حيث تم الحفاظ فيه على التوزيع الأصلي للفراغات والوظائف مع تحديث الفراغات الداخلية، ووفقاً لمكية فإن تجديد بيت جريزة أعاد له رونق القصور العُمانية التقليدية.
وبعد انتهاء أعمال الترميم وإعادة البناء، أقام السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) برهة من الزمن ببيت جريزة، ليكون ذلك من بعدها هو آخر استعمال لبيت جريزة كقصر إقامة لضيوف السلطان الراحل (طيب الله ثراه)، كما استضاف البيت عدداً من الشخصيات السياسية والملكية كشاة إيران محمد رضا بهلوي، ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسن روحاني، واستضاف البيت كذلك شخصيات هامة منها الأميرة الراحلة ديانا، أميرة ويلز.