لعُمان علاقة وطيدة بالبحر، فمع سواحلها المترامية الأطراف، يبقى التاريخ العُماني تاريخًا بحريًّا بإمتياز؛ إذ أبحر الصيادون لقرون مضت على طول هذه السواحل بحثًا عن لقمة العيش، وارتحل التجار العُمانيون حاملين بضائعهم عبر البحار والمحيطات، منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وفي العصر الإسلامي كان العُمانيون جزءًا من شبكة تجارية واسعة النطاق، تمتد من الصين إلى شرق أفريقيا، مشكلة بذلك أطول طريق تجاري معروف في ذلك الوقت، وخلال القرون الأربعة الأخيرة ساهم العُمانيون في تأسيس إمبراطوريتين بحريتين، ربطتا عُمان بالخليج العربي، وساحل مكران، وشرق أفريقيا.
لقد أدى هذا النشاط في خلق ثقافة بحرية لعُمان، فما إن ارتاد العُماني البحر حتى أصبح نابغًا في الملاحة، وكاتبًا لأفضل الأدبيات في علم الملاحة البحرية، وصانعًا لأنواع شتى من المراكب؛ مستخدمًا ما توفر بين يديه من مواد، وأدوات.
واليوم تواصل عُمان علاقتها بالبحر؛ متمثلة في أسطولها العصري، وموانئها المزدهرة، وكذلك في إحياء موروثها البحري القديم؛ حتى أصبحت في طليعة دول المنطقة في هذه المضمار، فالسفن والمراكب التقليدية ما هي إلا رمز من رموز علاقة عُمان ببقية العالم.